مليون وستمئة ألف يورو مقابل قتل طفل عربي.
هذا ما جمعته حملةُ تبرّعاتٍ مشينةٌ أُطلقت لدعم الضابط الفرنسي الذي قتل المراهق الجزائري نائل، مستهدفاً إياه عن قرب.
الرسالة الواضحة من حملة جمع تبرّعاتٍ لصالح رجلٍ محتجزٍ حالياً بتهمة القتل العمد، رجلٍ لم يتورّع عن الكذب في التقرير الذي قدّمه للشرطة عن الحادثة، هي التالية: في فرنسا، إذا قتلت طفلاً عربياً تُفتح لك أبواب الثراء.
أثارت هذه الحملة غضب الآلاف فتوجّهوا بطلبٍ لمنصّة GoFundMe لإلغاء الحملة التي أُطلقت عبر الموقع المعروف لجمع التبرّعات. من أجل نائل ومن أجل كلّ طفلٍ عربيّ يواجه التمييز والعنف الوحشي، يرجى إضافة توقيعك على العريضة لضمان ألا تصبح الجريمة مرادفاً للمكافأة.
لنطالب منصة GoFundMe بإلغاء حملة التبرّعات التي تكافئ الجريمة.
قبل مقتله كان نائل يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، والابن الوحيد لمنية التي ربّته وحدها في إحدى ضواحي باريس المحرومة. كان نائل لاعب رُغبي محترفاً، وكان يتابع دراسته المهنية.
هذا الاسم، وهذا الفيديو الذي انتشر في جميع بقاع الأرض، هما لطفلٍ لا يمكن الشكّ في طفولته، له ككلّ الأطفال أحلامُه، ومخاوفه، وقصص نجاحه وقصص فشله.
تعتقد منصة GoFundMe أن حملة جمع التبرّعات "تحترم شروط الاستخدام" الخاصة بالموقع لأنها تهدف إلى دعم "عائلة الشرطيّ". لكن هذا غير صحيح، فقد ذُكر أن الحملة تسعى إلى دعم الشرطيّ نفسه، مباشرةً وبوضوحٍ، في النصّ التعريفي.
كما يذكر نصّ الحملة بوضوحٍ أن الشرطيّ كان "يؤدّي عمله". فهل يدخل قتل طفلٍ ضمن عمله؟
ليس هناك أيّ حجةٍ تبرّر قتل طفل، فكيف يُعقل أن تُكافأ الجريمة؟
لنطالب منصة GoFundMe بإلغاء هذا التمويل المشين.
وللعلم أن منصّة Leetchi، التي أُطلقت حملة جمع التبرّعات عبرها بدايةً، لم تنتظر أكثر من عشرين دقيقة قبل إلغاء الحملة.
ثمة أسئلة عديدة حول مدى شرعيّة تبرّعاتٍ كهذه، في فرنسا وحول العالم، وقد سبق للمحاكم الفرنسية أن ألغت حملة تبرّعات لدعم أحد متظاهري السترات الصفراء لأنه كان متهماً بالقتال.
إذا كانت المنصّات والمحاكم تتّفق على عدم إمكانية جمع الأموال لصالح شخصٍ انخرط في إشكال، فكيف يمكن جمعها لصالح شخصٍ قتل طفلاً؟
لنطالب منصة التبرّعات GoFundMe بإلغاء تبرّعات العار هذه.
لنطالب بالعدالة لنائل.